الثلاثاء، 6 يوليو 2010

جنون التغير ..،

  
 حكايةٌ تتبع حكاية ، تؤثر فيّ كما تؤثر القطرات الساقطه على صخرة ، كم بقت هذه الصخره صلبة لكن مع مرور الوقت
تتفجر معلنةً ثورة لا مثيل لها .

هكذا كانت انطلاقة الإنتفاضات والتغيير ..، بدايةً قطرات ! ونهايةً أمواج !! ,

هذه الحالة لامستها من قصص عاشت أياماً تسبق وجودي بقليل ! سكنت أرواح أبائي واصدقاء أبائي التي تربطني معهم علاقة غاية في الإخلاص والترابط الروحي ، لازلت أرى الأمل موجود في وجوه سمت بالعرفان ، والانقطاع ، والهجرة ، وصفت نفوسهم لتغير المجريات وتكوين حياة لا طغاة فيها ولا استبداد ولا ظلم ، عاشوا حكاية رجل ، جعل شعار الحسين نصب عينيه وانتصر بانتصار الدم على السيف
هذا الرجل الذي استمدت ثورته بامتداد ثورة جده الذي يسبقه 1000 سنة ! والذي استلهم منها الإباء والعطاء ، ولو كانت للظلم جولة فللعدل والحرية جولات .،

وبعد انتصار الثورة الحسينية ، تفجرت في جوانب الأمة نوعا جديداً من الانتفاضات ، كانت الشعلة الاولى من ( كربلاء ) وتشعبت هذه الشعله في رجالات .

اصبحوا اليوم رمز التغيير في الأمة
قادة عظماء ، مرشدين عقلاء ، انطلقوا ليبثوا في قلوبنا الحياة من جديد ،

استمرت رحلة النفق المظلمه ..، في أمل لوجود الحياة بعد انتهاء هذا النفق المظلم

مصدر هؤلاء الثلاثة مدينة تستمد عطاءها من قبر لا زال هذا القبر ينير درب الأحرار .،
رست قلوبهم في مياه حبه وعشقه ، فصارت حياتهم سفينه تجول في أبحار ثورته ، لتعلن للعالم أن لا وجود للمستحيل !

اولهم كان :
شمعة أضاءت الليل البهيم الذي استمر بسكونه قرابة قرن .. بلا تحرك للتحرر ، زعم الناس أن الانقياد والتقيد بالمظاهر الغربية والتطورات والعواصف التي تحيط بالمنطقة من استعمارات دولية ومناهج شيعويه وعلمانيه هو الحل ..،
وكانت ذلك الشعب يرى أن الدين ( رجعي ) ونعت كل من علماء الدين بالـ(منحرفين) !

هنا زلزلت الأرض واخرجت رجلاً عاد من عالم ألف سنة ، يحمل فوق رأسه عمامة تشير إلى قرابته من رسول الله - ص - ..
لتبث في نفوس المستضعفين الأمل الأول للنجاة والخروج من النفق المظلم ..

صنع بذلك لوحة فنية ، لن ينساها التاريخ ،، رسمت بدماء نصف الشعب ، لتيرى جمالها النصف الآخر ، وصارت لوحة الحرية من عذاب الشاه !
أطلق العالم على هذه الثورة ( ثورةً إسلامية ) إذ انها كانت تحت رداء رجل عالم ثائر ، صاغ ثورته بمنبع الإسلام ،
كان يدعى ( روح الله الخميني ) !



هنا .. اضطر العالم إلى تبديل جلدته التي تسودت بفعال الدكتاتوريين ، فكان للأمل الآخر بالظهور !
وعلى وجه العموم : لم يكن ظهور هذا الشخص مرتبطاً بظهور الإمام الخميني ، فلقد كانا نجمين يسطعون وسط ظلام الظلم ، إذا كانا قوتان متوحدتان مختلفتا الاتجاه - اتجاه حركي و اتجاه فكري - ..
غيرا وحي العقول !

كان الأمل الثاني :-
الأمل الذي ساق القلوب سوق العبيد لــ تنهل من معانيه العظيمة ، ورؤيته الجديدة ، لحياة العالم المسلم .. ودولته العظيمة
عالم المليار مسلم الأقوى والدولة العظمة في الأرض !!
عالم التغيير في كل المجالات ( الاقتصادية - السياسية - الاجتماعيه - القانونيه - الأسريه - الدينية .... إلخ )
كانت نهضته على الرغم من الضغوطات والحروب المشنة ضد ما انتهج !
كان كالــ الجمر المختبء تحت الرماد !
ينتظر من يهف عليه ليشتعل من جديد ،، باعثاً الدفء والنور !
هكذا صنع ،
ولا يزال كنزه مدفون في أكثر من 1000 جلدة بـورق !
بانتظار التمحيص والاكتشاف ! ..
الأمل الثاني انطلق تحت مسمى ( المجدد الشيرازي الثاني - قدس سره - )




وكربلاء تصنع الأمل الثالث
ولكن باختلاف كبير !!

لا كأي أختلاف ..،
اختلاف في الاتجاه
لم ينبري اتجاهه على جهة جهادية دون فكريه ، أو فكرية دون جهادية
كان يعطي الاثنين معاً ..
كان يرى الجهاد نصف الدين والفكر نصفه اللصيق به !
الوعي ثم الوعي ثم الوعي ، ثم التقدم بوعي ، ثم الجهاد بوعي ، ثم صناعة ثورة بوعي وانتفاضة بوعي ، ثم الانتصار بوعي !

مدرسة ألهمت العالم مدى صدق ولائها ووعيها ، ولا تزال هذه المدرسة معطاءه فمعينها لا ينضب لان معينها مستمد من القرآن والعترة .
وإن لم يصل إلى الانتفاضة المرجوه ، كان قد صنع قيادات تعادل صناعة ألف عام !
لا فقط قيادات دينية ،
لا .. بل قيادات على مستوى كبير من الوعي والفكر والثقافة ..
انظر إلى من صنع ، تعرف عظمته !

هكذا كان الامل الثالث الذي أبهر العالم بــ حركته ، بــ كلماته ، بــ جديته
فخطبه المؤثرة ، وكتاباته المنيرة ، وسيرته العطره ، وولاءه الذي لا نظير له ! يثبت صحة ما أقول
ويبقى ( السيد هادي المدرسي ) الأمل الثالث !



اقول : انا لا زلت أحب هذه الشخصيات ، التي أحيت قلبي الميت بظلام الدنيا ، واعطته الأمل ليجتاز هذا الظلام
فأنا ... 
متفائل - متفائل - متفائل !
ولا أرى في نهاية النفق إلا النور

هناك 10 تعليقات:

  1. ولم يبقى بيننا سوى الأمل الثالث...
    شكراً لك على هذه المقالة، التي قد تكون من أفضل ما قرأت...

    نتمنى لك التواصل في كتابة مثل هذه المقالات الرائعة...

    وبالتوفيق لك

    ردحذف
  2. أخي العزيز
    لاتربط الأمل بالشخصيات فقط
    فالثورات والتغييرات تعتمد على الثوار والشعوب والأوطان والثروات

    صحيح إن العالم وجوده ضروري ولامحالة

    ولكن يبقي عناصر الأمل كثيره ومتنوعه وبعضها في متناول يديك


    فالأمه التى أخرجت الإمام الخميني والسيد الشيرازي ستخرج أيضا غيرهم الكثير الكثير


    دمتم بود

    ردحذف
  3. أخي العزيز ( غير معرف ) :-

    العفو .. واتمنى ان تتابع المدونة ، وإن شاء الله سأواصل بالمقالات ، بدعائكم وبتوفيق من الحجة ( عج ) .



    أخي الكريم ( رهبري ) :-

    أقصد بالأمل
    أمل المشتضعفين في الأرض الذين لا يرون لهذا العالم اي لون من ألوان الراحة والعدل ..،
    وقد ايأسوا من صلاحها ..،

    وانا تكلمت عن الأمل الذي عاش في زمننا ، وأكيد هناك علماء كانوا الأمل قبل زمننا هذا ، وسيكون بعد زمننا هذا .

    اشكرك على المرور أخي ..،

    ردحذف
  4. ايييه صدقت على الاغلب

    والأمة التي تتبعد قائد .. متصاعد .. هي من تربك عرش المتجبر
    والأمة التي خلف هواها .. ورؤاها .. هي من ترضي طموح المتكبر

    بعلمائنا نرتقي

    موفق

    أخوك :على العهد:

    ردحذف
  5. مواضيك متطورة و متجددة بشكل رائع فعلاً

    رحم الله الماضين من علمائنا و حفظ الباقين منهم

    و بالتوفيق :)

    ردحذف
  6. تطوّر مميّز،
    وأسأل من الله يرينا قادة أكفّاء يمكنهم قيادة هذه الأمّة إلى براري الأمان والسلام ..

    ردحذف
  7. أحسنت أخي على العهد ، وكلمات صادقة من الشيخ الأكرف :)

    اشكرك أخي ( يوسف المطوع ) ، وموفقين جميعاً .

    أخي العزيز ( المتروك ) سعدت بتواجدك في مدونتي ، بعد انقطاعك عن التدوين :) ، استمر واطل علينا بنورك :)

    ردحذف
  8. اماقلبي المضطرم بنار فراق تلك الايام يقول لك اعلم انه في زماننا هذا من يقول عنه امام الزمان عج فلان منا اهل البيت؟؟؟فهالك من يحمل ارادة مالك وسلمان ع واني ارى روحك ايها الفتى الواعد شقت جدار الذكريات ورات احزان جمالها فهاجت جوهر روحك الحقيقية

    ردحذف
  9. اللهم لك الحمد ان جعلتنا مسلمين سونيين ؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  10. مقالة رائعة .. بورك فيك وعليك ..
    أسأل الله لكم الموفقية والاستمرار
    دمت بعطاء لاينضب..

    ردحذف