الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

الــروح (5)



عندما نريد أن نقف على معنى التنزيل ..،
في البداية ، حينما نأتي إلى هذه المفردة نجد أن هناك أبحاث متعدده ، ولكن أولاً يجب أن نعرف مرجع الضمير ( الهاء ) في قوله تعالى ( أنزلناه ) ، في الواقع لكي نعرف مرجع الضمير ، علينا أن نرجع إلى آيات أخرى ، لأن القرآن الكريم من أوله إلى آخره كلام لمتكلم واحد ، فإذا أردنا أن نفهم أجزاء كلام لمتكلم واحد ، فيجب أن نربط العبارات بعضها ببعض . كما جاء التأكيد ذلك في الأحاديث بأن القرآن يفسر بعضه بعضاً

لنلاحظ هذه الآية في سورة البقرة : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} .. هنا أقف لمعنى آخر ، بأن شهر رمضان له خصوصيه وهو شهر نزول القرآن الكريم فيه . ، ولكن يبقى السؤال هو ، هل نزل في جميع ليالي شهر رمضان أم في ليله واحده ، لذا فلنرجع إلى سورة الدخان في هذه الآية يتضح جواب سؤالنا حيث قوله تعالى : { حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) } ، إذن فالقرآن الكريم نزل في ليلة واحده (ليلة مباركة) ، وحين نجمع الآيتين مع الآية الاولى من سورة القدر ، تتجلى لنا ماهية الليلة ، ويتضح بعد ذلك أن القرآن الكريم نازل في شهر رمضان في ليلة منه وهذه الليلة هي ليلة القدر .

النقطة الثانية هي ورود العبارة بالتنزيل ، وهذا يعطينا معنى بأن القرآن الكريم كان في موضع عالٍ ومن ذلك الموضع أُنزل إلينا ، ولو نرجع إلى سورة الحجر وقول الله تعالى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } . فتتضح لنا حقيقه من أهم الحقائق القرآنيه ، وهي انه ما من شيء في هذا العالم ، إلا وله خزائن عند الله ، ومن هذه الخزائن يُنزل، ومن الناحيه اللغوية التنزيل يستلزم أن يكون الأمر في موضع عالٍ ، والقرآن الكريم أشار إلى الكثير من هذه الأمور في آيات مختلفه ، أشار إلى القرآن والحديد والأنعام .

وعندما نأتي إلى أوائل سورة الزخرف نجد قول الله تعالى {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} ومن هذه الآية يتضح صراحة بأنه عليّ أي من العلو .،

وهنا نقف وقفة أساسية عند هذه المعرفه والحقيقه التي أشارت إليها هذه الآيات من سورة الزخرف ،
أولاً عبرت أن القرآن له وجود بلسان عربي ، وله وجود في أم الكتاب ، وأنه في هذا العالم يفهم بنحو وفي ذاك العالم يفهم بنحو ، وهذا ما سنتطرق إليه في الحلقة القادمة .

هناك 3 تعليقات:

  1. بالإنتظار ..
    وموفّق فيما تصنع،

    قبل أيّام كنّا في بحث هل نزل القرآن دفعة واحدة أم كان متتالياً، وكان أحد الحضور طرح الآية التي في سورة الدخّان، وحقيقة القرآن مفيد جداً، ويهبك قدرة عقلية رائعة ..
    موفّق يا صديقي ..
    أكمل

    ردحذف
  2. أنا تابعت وسأتابع بقية الأبحاث، وشكراً لك على ذلك ...

    فقط أريد أن أسأل، هل أبحاثك على رأي أحد المراجع، أم مأخوذة من عدة مراجع، أم هي أبحاثك الخاصة؟

    وشكراً لك أخي الكريم

    ردحذف
  3. أخي العزيز حسين مكي المتروك ، اشكر مرورك الكريم

    اخوي العزيز ( غير معرف )

    في الحلقة الأخيرة من السلسلة إذا الله جعلنا من الأحياء
    سأكتب المصادر والمراجع التي أخذت منها هذه المعلومات .. ومنها سيكون جواب سؤالك .،

    ردحذف