الجمعة، 19 نوفمبر 2010

عشق الوصل



تخيّل لو أن حبيبك غاب عنك وانقطعت سُبلُ وصاله واتصاله ومَكُثَ في غيبته عقدٌ من الزمن ، تتلهف لسماع شيئا من أخباره فما تجد ، ويظل أملك في لقائه قائم . فـحاولت دوماً ان تلقى وسيلة تربطك به حتى لو كانت مرأى حلم عابر . يخطف في ذاكرتك صوره كل حين ، ومن فرط شوقك اليه تداعب تلك الذكريات علها تؤنسك هنيئات بذكرى الحبيب . وتنقضي أيامك تسامر حبيبك عن بعد وانت عنه بعيد . وتتحسس بوجوده معك فتتمتع بجواره . وضع سردا لحكاية العشق وما يدور من حديث معه .



انقضت ايامك هكذا متلهفاً الى نظرة تنقلك الى عالم السعادة ترسم في وجهك ابتسامة عريضة تخطها دموع الشوق واللهفه . حتى يأتيك نبؤٌ عنه . وهو في طريقه الى محل اقامتك .
فتستعد لاستقباله من أيام وتعد العدة لها . وتسأل كثيراً عن وقت وصوله ولا يحرجك كثرة السؤال عنه وعن اوصافه وما يريد أن يفعله في اثناء وصوله وما هيأته ومن معه ... وهلمّ جراً بهذه الاسئلة التي ستع فها حال وصوله .




هذا حال العشاق لا ينامون الليالي تفكراً في المحبوب ، بل قد يسقم جسمه من كثرة بكاء فقده . فكيف بمن اراد أن يكحل عينيه بنظرة إلى مولاه حجة الوجود وإمامه . والجمال كل الجمال في عينيه وحاجباه . والليل والنهار يجتمعان في سواد شعره وبياض غرته الكريمة .




إن أصل الانتظار أن يتبدل هذا الانتظار الى ايجاد طريقة للاتصال بالمعشوق . ومعرفة آخر أخباره وتقصي آثاره وهذا ما دلّ عليه الحديث الشريف : { أفضل أعمال أمتي ، انتظار الفرج } .
فكيف بالعاشف الذي يريد أن يسمع أي شيء عن معشوقه أن يُمنع ويقال هذا لا يفيد ولا يضر او من ( الترف الفكري ) .
فكيف اذن نحقق معادلة الانتظار واحتراق الشوق في القلب لهفةً لرؤيته . واتمثل بقول الشيخ البهائي في عشقه للمنتظر المهدي حين قال :
يا أخلائي بحزوى والعقيق ... مايطيق الهجر قلبيما يطيق
هل لمشتاق إليكم من طريق ؟ ... أم سددتم عنه أبواب الوصال؟!




لاتلوموني على فرط الضجر ... ليس قلبي من حديد أو حجر
فات مطلوبي ومحبوبي هجر ... والقلب في كل آن في اشتعال




حبانا الله واياكم باكتحال الاعين بنظرة شريفة منه . ورزقنا الشهادة بين يديه فما على العاشق من حرج إن مات شوقا اليه .



____
نشرة في مجلة شباب الرسول الأعظم ( العدد السابع ) .. من هنا

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه و على ابائه في هذه الساعه و في كل ساعه و ليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلاا و عينا حتى تسكنه ارضك طوعا و تمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الرحمين

    ردحذف
  2. اللهم صلِّ على محمدٍ و آل محمد

    قراءة حروفك هذه أبا حسين .. أسبَلت الدمع على الخد، فهذا كلام العاشق الذي يشتاق لُقيا معشوقه و هو حقيقٌ بأن يفخَر بظمأه لهذه الرؤيا المباركة و يعلن شوقه لمولاه..

    لكن ما حال أمثالي مِمَّن يرَون مثل هذه الأماني لا يمكن لعاقلٍ أن يتوقف عن تأمُّلها! و في ذات الوقت يُغلِّف أمانيه الخجل من حاله التي يندى لها جبين العاقل فضلاً عن المؤمن!

    أسأل الله أن يُحيطني و أمثالي بلُطفه و عنايته لنكون من المؤهلين لشوقٍ حقيقي لمولانا و قرَّة أعيننا، و أن يوفقنا و إياكم لمرآى معشوقنا (عج) في أحلامنا و اليقظة ..

    دمت محفوفًا ببركات العلي القدير يا أبا حسين :)

    ردحذف