الاثنين، 30 نوفمبر 2009

إباء الأخوة

كنت في عيشة ، تجربة ، أمر من خلالها في جو يتغلغله المرح ، لا يوجد معنى للـ(جدية) في كل الأمور
تستمر الساعات ، وتتعالى الضحكات ، بينها تزيد المواقف الطريفة ، وتتعدد المقالب بيننا ،
في هذا الجو الممزوج بقطرات المطر ، وبرودة الجو ، لا مكان للزعل بيننا .
وبعد التعب من هذا السيناريو المريض ، وبعد الإرهاق صعد الجميع إلى الوصول إلى قمة الراحة ، في بداية لسبات عميق يأخذهم بأوجه إلى لجج الأحلام ، وتصل به إلى سماء ما تتمناه نفسهم .
في هذه اللحظات شدني منظر لشخص ، غلب راحة نفسه فأدنى بوسداة كبيرة وثقيله ، إلى رأسه ، داعياً ألا مجال لإطاعة الراحة في هذه السفرة ، وسأكن مجاهداً في قوتي لتحمل الصعاب .
أتيته حاملا ما احمله من وسائل الراحة ، مسلماً سلاح الراحة ، مواسياً لهذا الجهاد ، احترت بعد أن سلمته السؤال ، فأسلوب الإباء والتضحية لا زال يشتعل في ضلوع الموالين ، فكما لا أرضى بوجود هذا الجهاد ، كذلك هو لا يرضى أن يرى الجهاد يرفع عن شخص ويتوجب على الآخر خوضه ، فكما كانت ردة فعله المتوقعة ، لا يرد هذا السلاح ، فأجاب : ما يحتاج يا حيدر
أجبته بكل شفافية : أستطيع ان انام هكذا ، تعودت على ذلك
فرد بكل برود : يمكننا أن نتقاسم الوسادة فالجزء هذا لي وانت يمكنك ان تكون في هذا الجزء .
ولكن أبت نفسي أن أشارك الراحة فأنغصها له قليلاً .
أكتفيت بكفي وسادة ، وجمعت رأسي لنوم في جمال الأخوية التي خطها لنا إسلامنا ، فكيف لا أفتخر بهذه الأخوية التي جمعتني بهكذا شباب .
فشكراً لله على نعمة الأخ ، فحقاً ، لولاهم لما كان لهذه الحياة رونقاً وشذى .

الأحد، 8 نوفمبر 2009

<< سجن الأتراح أم صالة الأفراح >>


في ظلام الليالي .. ،




يطول معها الوحدة والسكون




ويزيدها الهموم ظلاماً




لا أرى سوى أشباح خيالي تراودني




،




،




ثواني تقتلني بصبرها البارد




دقائق تلسعني كالسم الدافق




لا أرى سوى أنيسي الوحيد حين اسمع صوتاً




يقربني إلى عالم المجهول




أراه يجلدني بهموم العاشر




ويعدمني بسيفه الصارخ




فتلك لحظات عذاب لا أرى من منقذ ,




همٌ فوق همي ، حزن فوق حزني




يا له من أحاسيس صارخة تدعو النفوس إلى البكاء




وترى الصرخات تعلوها الصرخات




وبعذاب الأحساس أسمو في معاني كربلاء




يعذبني بصوته ويسجنني بلحنه ، ولا أرى من مخلص لذاك العذاب




سوى




الصراخ ، والعويل ، والبكاء




ولا من معين ، سوى مقيم يسكن معي لا أراه




تصلني صرخاته بالتألم كما أتألم ،




ليس بصدى صوتي ،




بل روحي التي تصرخ لصراخي




،




وسرعان ما أرى الحياة تتغير بسرعة




فأسمع الجلاد يأمرني بالفرح ،




ويناديني لأكون سمير سهرة لا ينغصها شيء




،




فاستجيب بسرعة هائلة ، فينقلب السجن إلى صالة للأفراح




فيسعدني بصوته الرنان ، وينقلني إلى عالم الأكوان ، ويريني جمال الحياة من جهة.




ومن جهة أخرى ،




أسعد بتلك اللحظات فأتناسى آلام الجلد والسيوف




و أتسامى بأسمى أسامي الحب




فأكون بذاك أسعد إنسان بعدما كنت أتعس إنسان




وبين النبرات أسمعه ينقلني من السعادة إلى التعاسة




فأنا الآن لا أدري ... ( أأتعس إنسان أم أسعد إنسان )؟




أأعيش في ( سجن الأتراح أم صالة الأفراح )؟




أيكون ذاك الشخص يريد تعذيبي أم تفريجي




فيا صاحب الصوت الشجي . أرحم بنا وأعطف علينا ولا تعذبنا أكثر




يكفيني عذاباً صراخك ( يا حسين )




_____




إنه ( صالح الدرازي ) !!