الأحد، 7 سبتمبر 2008

الصديق الصدوق (1)



قال مولى الموحدين عليه السلام : " احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة "

نعم ... ،،

كلنا نحتاج أصدقاء ... كلنا بحاجة لمن يقف بجانبنا وقت الضيف ووقت الراحة ... 

لا أشك .. بأن الصداقة أصبحت من الضروريات التي تبني معيشة الفرد وسط المجتمع

لكن ... ، هل فكرت لحظة بأن هذا الصديق الذي بجانبك سيتحول إلى كابوس مرعب يزعجك آناء الليل وأطراف النهاء
هل تخيلت يوماً . تهديدا يأتي من صديقك الذي أمنته على عيالك وأموالك ... !

هل تتخيل الإهانة التي يقدمها لك صديق في جعبته كل اسرارك ومشاكلك ونقاط ضعفك ... 

... بعد هذه التخيلات هل ستندم بعد أن يحدث لك أحد الجمل السابقة .. .!

إن كنت .. موالياً فاسمع قول مولاك علي .. ينبئك بأسرار الطبيعة

هذه الجملة  قلادة كل صداقة جديدة ... 

احفظوها ... وطبقوها .. 

هناك تعليقان (2):

  1. ((احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما .. أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.))


    ينسبها البعض لامير النحل.

    ردحذف
  2. أشاركك الرأي .. يا بني ..
    ولكني .. أرى أن تنويه الإمام (ع) لخطورة اختيار الصديق .. بقوله (واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة ) وكذلك ترغيبه في تقليل حدة العداوة بقوله (ع) احذر عدوك مرة ..

    ليس فيه .. تشجيع على التشكيك في الصديق الصدوق أصلا .. لأنه (ع) هنا لا يقصد من اختبرته الإيام ونجح معك ونجحت معه في تخطي نواقص الصداقة .. وإنما الصديق اللفظي أي الرفيق الذي تود أن تصادقه .. فابدأ بالحذر ثم احكم بالقدر ...

    وفي ذلك القول فوائد جمة أخرى .. / منها على سبيل المثال لا الحصر :
    1- تبقى هناك أسرار لا يجوز أن تقال حتى للصديق كأسرار الزوجة /وأسرار المرء مع ربه ودينه/ وبعض أسرار نفسه الخاصة جدا/
    بل إن قولها له قد يعكر الصداقة أو يعمل فجوة أخرى لدى المرء على تلك الأصعدة .. وهنا سيكون الحذر الواجب مهددا لنمو تلك الصداقة .. ويا سبحان الله وسيكون ذلم الحذر أيضا سجنا لها عن الحراك للأمام أو الوراء ..

    2- أما العدو .. فالمقصود هو اتخذته أنت عدوا ، لا الذي اتخذه الله عدوا للدين ، أي ان أعداء الله لا تجري عليهم هذه القاعدة أبدا ..

    3- في الأمر إشارة إلى أن الصداقة أو الصديق الصدوق ، لا يجب أن يكون فردا عاديا بل يجب أن تختبر ملكاته الذاتية في حفظ الذمم واسرار المرء .. كصفة لها الأولوية .. وإن كان له نواقصه كبشر . ولا يجب أن يكون في تلك الصفات كالملائكة عدا صفة الأمانة ..

    ولكن قل لي .. كيف تختبر أمانته ؟

    بسيطة جدا ..

    تحقق بنفسك .. وانظر هل يقول لك شيئا من خصوصيات الغير ؟

    فإن كان الجواب نعم .. فأنت التالي ..

    وقد قال الشاعر :
    لا تبد سرك ما استطعت إلى امرئ ----- يبدي إليك سرائرا تستودع
    فكما تراه بسر غيرك صانعا ----- كذاك بسرك لا محالة صانع

    ردحذف