الأحد، 20 يونيو 2010

صك الغفران والجنه بيد علي !

كنت قد وقفت أمام فتية ،، فبدأت حديثي بقول : أنه لن يدخل الجنه أحدٌ إلا بصك من علي !
فرأيت الأعناق كلها قد تيبست وكأنها جذوع نخيل ،، والأفواه كلها مفتوحه ، وكأني قلت كفراً ،، فتجرأ أحدهم وسألني : كيف ذلك ؟؟! ، إذا كان كلامك صحيحاً على وجه الفرض الجدلي ، لماذا إذن لم يصرح الله تعالى في كتابه بولاية أمير المؤمنين وباسمه ليزيل عن هذه الأمه خلافها ويستقيم حياتها ، أليس القرآن بمنهج حياة ، ومنهج سلوك ، ومنهج عقيده لكل مسلم ؟ !
قلت بلى ، لكن تدبر معي ،، 
لا يشك أحدٌ من المسلمين أن كان متطلعاً ولو تطلعاً سطحياً ، أن الشخصية التي نزلت فيها آيات كثيره تمدحه هو رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

ابن عباس يقول وذكر ذلك الشيعة والعامة أن 30 آية تميز بهم علي دون أن يشترك معه أحد في مدحه .

وصاحب كتاب علي في القرآن ( آية الله السيد صادق الشيرازي - قدس سره - ) قد ذكر 700 آية نزلت في أمير المؤمنين ، بروايات ومصادر عامه ، دون أن يذكر الآيات التي نزلت في علي من المصادر الشيعية فقط .

هنا ، استوقفتني بعض نظراتهم ،، 
وكأنهم لأول مره يسمعون هذه المعلومه .

فأحببت أن أدهشهم وأستفزهم ، فقلت متجرئا ، أتحداكم ان تَجْمَعوا 70 آية نزلت في شخص غير أمير المؤمنين ، ولو كانت الرواية ضعيفه .

هنا توقف نفس الشخص ،، وقال : لكن إلى الآن لم تجبنا ،، لماذا لم يصرح الله بولاية علي بن أبي طالب .

تحركت قليلا من مكاني ، ثم قلت ، الكل يعلم !!
أن أهل البيت عليهم السلام هم الذين نزل في بيوتهم القرآن الكريم ، وهم الوحيدون الذين يعرفون ظاهر القرآن وباطنه ، محكمه ومتشابهه ، تفسيره وتأويله .

فقال : أجب ..   وبان على وجهه الغضب والإحمرار ، وكأنه اعتبر كلامي هذا ، تهرباً

أطرقت برأسي ملياً ، ثم رفعته فقلت ،، : ( لا يمكن لعقلي أن يستوعب هذا )!

فبانت علامات الانتصار في وجهه ، وكأنه قد ربح في نقاشه .
ثم أكملت كلامي ..،:
وعقل كل إنسان لا يمكن أن يفقه ، ويستوعب ، ويفهم حكمة الخالق في الكون
لكن ..
يمكن بـ ربما أن نستوعب بعص الأسباب .

أولاً : صيانةً للقرآن الكريم من التحريف ..،

ثم غيرت موضع الدفاع !! بموضع الهجوم فقلت : أنبئوني  .. كيف يحفظ الله القرآن من التحريف ؟!

كان التردد بائن في وجوههم ، حتى قال أحدهم : بإعجاز من الله 
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

فقلت ، قد يكون ما قلته صحيحاً .،
لكن أضيف : أن الله تعالى جعل القرآن بكيفية ( طريقة طبيعية ) تمنعه من التحريف .

اشتدت أعصاب الفتيه ، والعيون أصبحت متفتحه لا تطبق جفناها . وبصوت واحد كلهم : وكيف ؟

فأجبت : من جُملة أهم الأمور أنَّ دوافعَ التحريفِ تُسلب  .
فالله جعل في هذا القرآن بطريقة،، يستطيع الضال والهادي ان يقول : إن القرآن يؤيدني .. !
فاستفززتهم بقولي : حتى الكافر يستطيع أن يحتج من القرآن لإثبات ان هناك آلهة متعدده ، وسائر الأمور والعقائد الكفريه .

ولِتَمَكُنِ الحكام الظالمين من تأويل القرىن بآرائهم ، سُلب منهم الدافع ليدخلوا أو يخرجوا شيئا من النص القرآني الشريف !

فإذا ذُكر الإمام صراحةً كان هذا دافعاً لتحريف القرآن .

ثانياً : الإمتحــــــــــــــــان
بدأت الشرح بالسؤال قائلاً : لو أراد الله أن يمشيَّ الناس في طريق الهداية كلهم ، هل كان يتمكن ذلك ؟؟!

وقبل إجابتهم أجبتهم : بكل تأكيد .
لكن إرادة الله قامت على إختبار الناس وإمتحانهم . لذا لم يأتِ اسم الأمير والعقائد الحقه صراحةً ليضل من ضل ، ويهتدي من هدي .

قام أحدهم ثم فأجأني بقوله : أنت تقول أن القرآن يستطيع أي شخص أن يأوله بما يتفق معه ، إذن كيف نعرف أن هذه العقيده حقَّ ؟

لكن لم تكن مفاجأة لمعلوماتي ،، فأجبته بكل سرعه ،، : بسيطه
فقط ( التدبر ) ! 
فالحق واضح !

اشار بيده لي وقال : اشرح أكثر لو سمحت ،
ثم جلس ، وهو ينتظر الشرح .

فقلت : نرى المئات على مر التاريخ اهتدوا والسبب تدبرهم في القرآن الكريم .
مثلاً على سبيل المثال لا الحصر .

ثم شرعت بقراءة الآية :
 { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ .... }

فانتفض أحدهم قائلاً : هذه للصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعاً .

أكملت الآية حتى وصلت إلى ( .... وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا  ) فقلت : إذا كان اللهُ وعد الذين آمنوا منهم مغفره وأجراً عظيما فلماذا تقول كلهم !!
فسكت .

فأضفت .. إذن بتدبرك للقرآن قد ترى أن قاعده أن الصحابة جميعهم عدول وأن الصحابة كلهم في الجنه ،، قاعده غير قرآنيه .

كيف ، ونرى جرائم الصحابة وارتكابهم للآثام والمعاصي الكبيرة  واضح في التاريخ
كيف ، ونرى أن الصحابة قد اقتتلوا
ثم ألم تسمع قول الله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )!!

ألا تكفي هذه الآيه

فسكت ! .. وبانت علامات الحياء في وجهه ، والذين حوله ،، أرى علامات التعجب مما أقول .

ثم تناولت قرآنا كان موضوعاً على الطاولة .،
وفتحته ،
فوقعت عيني على هذه الآية فشرعت بقراءتها
( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ )

ثم التفت إليهم . وقلت : إن هذه الآية ، لخير دليل على ما كنت اقوله !
فألتفت بعضهم إلى بعض ، وقالوا : إشرح !
فقلت : تتكلم هذه الآية عن يوم الغدير كما جاءت في روايات أهل البيت عليهم السلام .
يناديهم يوم الغدير نبيهم       بخم وأكرم بالرسول مناديا   ( شعر : حسان بن ثابت )

والمنادي هو الرسول الأعظم (ص) .. والإيمان هو ولاية أمير المؤمنين في تفاسيرنا .

ثم أكملت الآية ( أن آمنوا بربكم فآمنا ) ! ووقفت وقلت :
وهنا لي 3 نقاط .

اطبقت القرآن وأنا ممسك بإصبعي على الصفحه وقلت ..:
1. الوسام العظيم لمن آمن بولاية أمير المؤمنين .
 هو وسام الإيمان الخالص لله .

فالإيمان رتبة عالية عظيمة ، أعطيت في هذه الآية لمن آمن بولاية أمير المؤمنين ع .
فمن آمن بولاية أمير المؤمنين ع أعتبره الله مؤمنا به .

ثم أكملت قراءة الآية ( ربنا فأغفر لنا ذنوبنا ) .
2. الأثر العظيم في الدنيا وواقع في الآخره .
أن يحظى هذا المؤمن بغفران الذنوب ، والغفران تحتاج إلى أرضيه لينزل غفران الله
وكما تعلمون ان غفران الذنوب من أفضل نعم الله .

ثم أكملت الآية ( وتوفنا مع الأبرار ) .
والواو هنا واو العطف أي ، لأننا آمنا فغفر ذنوبنا ، ولأننا آمنا فتوفنا مع الأبرار
ومن هم الأبرار ،

ثم تلوت تلك الآيات في سورة الدهر
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )
والكل يعلم أنهم أهل البيت عليهم السلام .

ثم رجعت إلى القرآن وشرعت بإتمام القراءة ( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ )

3. الأجر الأخروي بقبول ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .
فالوعد الذي قطعه الله على رسله ، هو < الجنة > .. 
وأما قوله ( ولا تخزنا ) فلنرجع إلى الآيات السابقة لهذه

حيث قول الله : (  رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ )

من هنا ... مستحيل أن يدخل الجنة من لا يوالي أمير المؤمنين !

وأنشدت قائلاً أبيات الشيخ محمد الطوسي :
لو أن عبداً أتى بالصالحات غـــدا      وود كــل نـــبي مرســـلٍ وولـــي
وصام ما صام صواماً بلا ضــجرٍ     وقــام مــا قـــام قـــواماً بــلا مـلل
وحج ما حج من فرضٍ ومن سننٍ      وطاف ما طاف حافٍ غير منتعل
وطـار في الـجو لا يـأوي إلى أحد     وغاص في البحر مأمونا من البلل
يكسو اليتامى مـن الديبــاج كلهــم     ويطـــعم الـجائعين البــر بالعـــسل
وعــاش فـي النـاس آلافـاً مؤلــفة     عارٍ من الذنــب معصوماً مـن البلل
ما كان في الحشر عند الله منتفعاً      إلا بــحــب أمـــير المؤمنـــين علي

بعد ذلك ، سمعت من خلفي صوت الصلاة على محمد وآل محمد ، فألتفت لأرى مجموعه أخرى تسمع من خلفي ما دار من نقاش ..

هناك 11 تعليقًا:

  1. اللهم صلى على محمد وآل محمد
    ماشاء الله عليك اسلوبك جميل وحرفك رائع
    بالتوفيق والى الامام

    ردحذف
  2. طرح موفق
    و اخذت منه الكثير من القيم
    جزاك الله خير الجزاء
    موفق لكل خير

    ردحذف
  3. اشكرك أخي رياض ،، شرفت المدونة ونورتها بطلتك
    واشكر إطراءكم لقلمي المتواضع


    وإلى الأخ المباركية أيضا ،، اشكرك ،،

    ردحذف
  4. أحسنت ..،

    نقاشكم جميل جداً .. وأقمتم الحجه ..

    ردحذف
  5. والله انك موسهل .. الله يسقيك كاس العلم من يد أمير النحل علي عليه السلام

    ردحذف
  6. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يجوز أحدٌ الصراط إلا من كتب له عليٌ الجواز

    هذا الحديث كان على غلاف كتاب اشتريته قبل مدة عنوانه أشّر جوازك بالدخول من وصي الرسول

    شدني اسمه والحديث المكتوب عليه ، كتاب رائع عن فضائل علي عليه السلام

    أعجبني شرحك المميز

    أسأل الله أن تكون من المرضيين عند أمير المؤمنين


    بس نقطة صغيرة حبيت أوضحها، كتاب علي في القرآن للسيد صادق الشيرازي (دام ظله) الذي يحتوي على 707 آية نزلت في علي ، وليس السيد محمد الشيرازي (قدس سره)

    ردحذف
  7. أشكر الأخوه على الإطراء ، والإضافه .،


    اشكرك أخي ( غير معرف ) على التنويه ،،

    سأحرر الخطأ ، وأصححه

    ردحذف
  8. طرح أكثر من رائع :)

    شي جميل واصل

    ردحذف
  9. الكلام منمق ومرتب بلسان شيطاني
    هذا التحريف بالتفسير والا بلاش
    بصراحة لم ينطلي علي كلامك وعقيدتك باطلة
    الله يهديك للحق ولا تنشر الضلال

    ردحذف
  10. آجرك على آمير المؤمنين علي عليه السلآم

    بآرك الله فيك آخوي

    ردحذف
  11. اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك أعدائهم يالله ...|~
    أحســنتـمـ ...
    جـزآكمـ الله خير الجزآءء
    أسمحـوآ لـي بالنقـل ..
    موفقيـــــــــــن بحق الصـلاةة على محمد وال محمد .|~)

    ردحذف