الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

هنيئاَ للموالين




في كتاب كامل الزيارات ، قال : أخبرنا أبو على احمد بن محمد بن عمار الكوفي ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال ، عن محمد بن عبد الله زرارة ، عن احمد بن محمد بن أبى نصر ، قال:


 كنا عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص بأهله فتذاكوا يوم الغدير ، فأنكره بعض الناس ، فقال الرضا عليه السلام : حدثني أبى ، عن أبيه عليهما السلام قال : ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، أن لله عز وجل في الفردوس الأعلى قصرا ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، فيه مائة ألف قبة من ياقوته حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ، ترابه المسك والعنبر فيه أربعة انهار :  نهر من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل ، حواليه أشجار جميع الفواكه ، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات . فإذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسلك والعنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور فتنفض ذلك ، وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام فإذا كان آخر اليوم نودوا : انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطأ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلى عليه السلام . ثم التفت فقال لي : يا ابن أبى نصر أين ماكنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما اعتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بألف درهم لاخوانك العارفين وأفضل على اخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة


ثم قال : يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وانكم لمن امتحن الله قلبه للايمان ، مستذلون مقهورون ممتحنون يصب البلاء عليهم صبا ، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم ، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات 

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

عشق الوصل



تخيّل لو أن حبيبك غاب عنك وانقطعت سُبلُ وصاله واتصاله ومَكُثَ في غيبته عقدٌ من الزمن ، تتلهف لسماع شيئا من أخباره فما تجد ، ويظل أملك في لقائه قائم . فـحاولت دوماً ان تلقى وسيلة تربطك به حتى لو كانت مرأى حلم عابر . يخطف في ذاكرتك صوره كل حين ، ومن فرط شوقك اليه تداعب تلك الذكريات علها تؤنسك هنيئات بذكرى الحبيب . وتنقضي أيامك تسامر حبيبك عن بعد وانت عنه بعيد . وتتحسس بوجوده معك فتتمتع بجواره . وضع سردا لحكاية العشق وما يدور من حديث معه .



انقضت ايامك هكذا متلهفاً الى نظرة تنقلك الى عالم السعادة ترسم في وجهك ابتسامة عريضة تخطها دموع الشوق واللهفه . حتى يأتيك نبؤٌ عنه . وهو في طريقه الى محل اقامتك .
فتستعد لاستقباله من أيام وتعد العدة لها . وتسأل كثيراً عن وقت وصوله ولا يحرجك كثرة السؤال عنه وعن اوصافه وما يريد أن يفعله في اثناء وصوله وما هيأته ومن معه ... وهلمّ جراً بهذه الاسئلة التي ستع فها حال وصوله .




هذا حال العشاق لا ينامون الليالي تفكراً في المحبوب ، بل قد يسقم جسمه من كثرة بكاء فقده . فكيف بمن اراد أن يكحل عينيه بنظرة إلى مولاه حجة الوجود وإمامه . والجمال كل الجمال في عينيه وحاجباه . والليل والنهار يجتمعان في سواد شعره وبياض غرته الكريمة .




إن أصل الانتظار أن يتبدل هذا الانتظار الى ايجاد طريقة للاتصال بالمعشوق . ومعرفة آخر أخباره وتقصي آثاره وهذا ما دلّ عليه الحديث الشريف : { أفضل أعمال أمتي ، انتظار الفرج } .
فكيف بالعاشف الذي يريد أن يسمع أي شيء عن معشوقه أن يُمنع ويقال هذا لا يفيد ولا يضر او من ( الترف الفكري ) .
فكيف اذن نحقق معادلة الانتظار واحتراق الشوق في القلب لهفةً لرؤيته . واتمثل بقول الشيخ البهائي في عشقه للمنتظر المهدي حين قال :
يا أخلائي بحزوى والعقيق ... مايطيق الهجر قلبيما يطيق
هل لمشتاق إليكم من طريق ؟ ... أم سددتم عنه أبواب الوصال؟!




لاتلوموني على فرط الضجر ... ليس قلبي من حديد أو حجر
فات مطلوبي ومحبوبي هجر ... والقلب في كل آن في اشتعال




حبانا الله واياكم باكتحال الاعين بنظرة شريفة منه . ورزقنا الشهادة بين يديه فما على العاشق من حرج إن مات شوقا اليه .



____
نشرة في مجلة شباب الرسول الأعظم ( العدد السابع ) .. من هنا