الاثنين، 17 مايو 2010

ضحايا المجتمع ( 1 - مقدمة )



يحكى تجربة قام بها جمع من علماء النفس والاجتماع ، أتوا بأربعة قرود وجعلوهم في قفص ، وفي القفص سلم وفوق السلم موزه معلقه ، فتسلق قردٌ ليصل إلى الموزه ، لكن العلماء بللوا القرد بالماء البارد ، فنزل خائفاً .، وبعد ساعة صعد آخر وبنفس الوضع صب عليه ماءً بارداً وبعد ساعات صار اي قرد يحاول ان يتسلق يتجمع عليه الثلاثه ويضربوه يبعدوه عن تسلق السلم ، خوفاً من ان يكون ضحية ماء بارد !

فصار الكل يعلم بخطورة صعود السلم ، قام العلماء بتغيير احد القرود بقرد جديد ، فحاول القرد الجديد ان يتسلق ليصل إلى الموزه إلا انه الثلاثه ضربوه ضرباً موبخاً لخوفهم من ان يكون ضحيه الماء البارد . غيروا الثاني فحاول الصعود لكن الضرب كان مانعاً للصعود غيروا الثالث وكذلك الرابع وصاروا الاربعه الجدد ، كل من يحاول ان يصعد السلم ، يُضرب ويمنع ، مع انهم لا يعلمون ما السبب !!

هذه التجربه ، استفاد منها علماء النفس والاجتماع في إثبات انه لمحيط المعيشه ، تأثيراً كبيراً على سلوكياتنا . وكما يعبرون عنها بـ"صعب ان تسبح عكس التيار" .

مجتمعنا الاسلامي لا يخلوا من وجود سلوكيات عامه ، سادت وطغت على الاجواء العامه قد تكون هذه السلوكيات ايجابيه – فـ لله دركم –

وقد تكون تلك السلوكيات سلبية - وهنا تكمن المشكلة - . فـ(تأثير) المجتمع على الفرد ، اقوى من تأثير الفرد على نفسه إذا كان هذا الفرد من ضعاف القلوب .، الوعي ، والرجوع إلى منهج حياة متكامله ، هما علاج كل مرض اجتماعي لدينا

منهجنا في هذه الحياة ولله الحمد متكامل ، أهل بيت النبوه ، منهج رباني ودستور تربوي ، فلنتمسك به ، وعلينا ، ان نربي عندنا الوعي والوعي موضوع طويل ، صعب قصره ، إلا ان من مقومات بناء الوعي ، مخالفة هوى النفس . وهنا ايضاً تحتاج إلى وقفات أكثر كلي أملٌ أن نكون ممن يصنع السلوك الحسن ، وينشر وعياً عاماً ليكون مضاداً لكل آفة من مجتمعنا الغارق بالسموم .

وهذا ما جاء بوصية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -

إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا من بعدي

في هذه السلسلة نتعرض على بعض من السلوكيات التي أثرت فينا نحن كشباب يجاري مجتمعه الخليط بالثقافات المتداخله الغربية منها والشرقيه ، التي ضاعت فيها هوية الشخصية العربيه ، والتي سادت عليها بعض التخبطات ، لنكون على دراية وحذر بما يجري من حولنا في هذا المجتمع